الصدقة والإحسان إلى الفقراء والمحتاجين في رمضان، الإحسان والصدقة في شهر رمضان تشكل ركنًا أساسيًا في ممارسة العبادات والطاعات، فهي تعبر عن روح التعاون والتضامن بين أفراد المجتمع، وتعزز من قيم التواصل الاجتماعي والتعاطف مع الآخرين، إن فضل الصدقة في هذا الشهر المبارك يتجلى في مساعدة الصائمين والمحتاجين على الاستمرار في طاعة الله والصيام، وفي هذا السياق، جاءت آيات القرآن لتسليط الضوء على فضل الصدقة وأثرها الإيجابي على الفرد والمجتمع، فالصدقة ليست مجرد تقديم مال، بل هي عبادة وفعل خير ينمو من خلاله الإنسان في الخير والتسامح، سواء أظهرها أم أخفاها، فهي تزيل البلاء وتكفر السيئات وتعمل على بناء مجتمع أكثر تعاونًا وتكافلًا.
الصدقة والإحسان إلى الفقراء والمحتاجين في رمضان
- في حديثه الشريف، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يشدد على أهمية الصدقة خلال شهر رمضان، حيث يُذكر: “من أطعم صائمًا كان له مثل أجره، دون أن ينقص من أجر الصائم شيئًا”.
- هذا التعليم يبرز أهمية العطاء في شهر الصوم، مما يعزز شرف المتصدق ويدعم الصائمين.
- بالإضافة إلى ذلك، هناك قول آخر لرسولنا الكريم يؤكد على أهمية الصدقة خلال شهر رمضان، إذ يقول: “أفضل الصدقة صدقة في رمضان”.
- هذا يعني أن الأجر المترتب على الصدقة يتضاعف خلال هذا الشهر المبارك، الذي يعتبر فترة من الخيرات والبركات.
- وبموجب القرآن الكريم والسنة النبوية، نحث على إعطاء الصدقة للفقراء والمساكين والمحتاجين واليتامى، مما يشمل شرائح واسعة من المجتمع.
اقرأ أيضًا: الشروط المطلوبة تسجيل الضمان الاجتماعي المطور برقم الهوية 1445
استحباب الصدقة في رمضان وثمراتها
يوصى بإعطاء الصدقات في شهر رمضان، ويزداد التوصية خلال العشر الأواخر منه، وهناك فوائد عديدة من هذا العمل:
- تطهير النفس والمال إذ تعكس الصدقة نية صادقة وسعي المسلم نحو رضا الله، كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “ما يخرج رجل شيئاً من الصدقة حتى يفك عنها لحيي سبعين شيطانًا”.
- تعزيز السرور في قلوب الآخرين، إذ تعتبر الصدقة من أفضل الأعمال الصالحة التي تُظهر التآلف والتكافل في المجتمع.
- زيادة الرزق وتحقيق البركة، فالمال الذي ينفق في سبيل الله يضاعف ويبارك فيه، كما يقول الله تعالى: “وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ”.
فضل الصدقة في رمضان
- تتضاعف قيمة الإحسان في شهر رمضان على مدى أشهر السنة الأخرى، إذ يعتبر هذا الشهر فرصة متميزة لتبادل الخيرات وتفاضلها.
- كان النبي -عليه الصلاة والسلام- أكثر الناس سخاءً وكرمًا، وتجلى هذا الجود بوضوح في شهر رمضان كما ورد في صحيح البخاري، حيث كان يلاقي جبريل كل ليلة في هذا الشهر المبارك، وفي كل مرة كان يكون أكثر جودًا من الريح المرسلة.
- والجود هنا يشير إلى إعطاء كل ما ينبغي إلى من يحتاج إليه، مما يتجاوز تعريف الصدقة.
- تزداد رحمة الله في شهر رمضان، فهو فترة تتميز بالمزيد من الرحمة والبركة.
- ولذلك، تشجع الشريعة الإسلامية المسلمين على زيادة الإحسان والصدقات في هذا الشهر، سواءً كان ذلك من خلال دعم المحتاجين، أو مساعدة الأهل والأقارب.
- الهدف من ذلك هو التطلع لنيل الثواب والأجر العظيمين.
- تتجلى فوائد الصدقة في شهر رمضان بأنها تأتي في وقت مميز، حيث فضل الله فيه الأعمال الصالحة ورتب عليها الأجور المضاعفة.
- ولذلك، يجيز بعض العلماء تقديم دفع الزكاة في هذا الشهر الفضيل، مؤكدين على أهمية الزمان والتفضيل المميز به.
الحِكمة من تفضيل الصدقة في رمضان
- تبرز حكمة تفضيل الصدقة في شهر رمضان في أنها تمثل إحسانًا للفقراء والمحتاجين، وتقديم المساعدة لهم في الإفطار والسحور.
- إضافةً إلى ذلك، يعكس العطاء في هذا الشهر اتساقًا مع عطاء الله، حيث يقال إن الله يعتق عددًا من عباده في كل ليلة من ليالي رمضان، وفقًا لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: “إذا كانَ أوَّلُ ليلةٍ من شَهْرِ رمضانَ يُنادي مُنادٍ يا باغيَ الخيرِ أقبِلْ، ويا باغيَ الشَّرِّ أقصِرْ وللَّهِ عُتقاءُ منَ النَّارِ، وذلكَ كلُّ لَيلةٍ”.
- هذا يعتبر مثالًا للتقدير والاتساق مع سنة الله وعطائه، وذلك يعكس الاقتداء بالنبي -عليه الصلاة والسلام.
فضل الصدقة ليلة القدر
- يرى العلماء أن ليلة القدر هي من أعظم الليالي المباركة في الإسلام، فهي الليلة التي نزل فيها القرآن الكريم، كما يقول الله تعالى: “إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ” (سورة القدر الآية 1-3).
- ويشير العلماء إلى أن ليلة القدر تفوق في فضلها وأجرها على ألف شهر، فالصلاة فيها تعدل صلاة ألف شهر، أي ثلاثين ألف صلاة، ومن يتصدق بجنيه في هذه الليلة فكأنه تصدق بثلاثين ألفًا وستمائة جنيه.
اقرأ أيضًا:كم باقي على راتب التامينات 1444
- ويؤكد العلماء أن رمضانمن يقوم بالعبادة والقيام ليلة القدر، فإن الله سيغفر له جميع ذنوبه، وهذا ما أكده النبي -صلى الله عليه وسلم- قائلاً: “مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ”.
