يعتبر حكم الاعتكاف في غير شهر رمضان من الأسئلة التي تثير اهتمام الكثيرين، خاصة مع اقتراب العشر الأواخر من رمضان حيث يستحب الاعتكاف كسنة مأمور بها عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد وردت سؤالات إلى دار الإفتاء المصرية حول حكم الاعتكاف، سؤالات مثل: هل هو فرض أم سنة؟ وهل يمكن للشخص الاعتكاف لشهر كامل أم بعض الأيام؟ وهل يجوز الاعتكاف في المسجد الجامع أم المسجد القريب من البيت مع أداء صلاة الجمعة؟
يصح الاعتكاف في غير رمضان
بالنسبة لمسألة حكم الاعتكاف في غير شهر رمضان، أجاب الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، على السؤال الذي تلقته دار الإفتاء المصرية، مؤكدًا أن الاعتكاف هو مستحب شرعًا، ولا يكون واجبًا إلا بالنذر، ولا يلزم بالشروع فيه إلا عند المالكية، ويجوز أن يتم في أي مسجد حتى لو كان بجوار البيت.
حكم الاعتكاف في وقت غير رمضان
حكم الاعتكاف في وقت غير رمضان هو أنه مستحب شرعًا ومن أفضل الأعمال النافعة يمكن للمسلمين أن يعتكفوا في أي وقت من السنة، باستثناء أيام المنع المشهورة مثل أيام التشريق في أيام عيد الأضحى المبارك التعتيق بالاعتكاف يساهم في تعزيز الروحانية الشخصية، وتعزيز القرب من الله من خلال العبادة والتضرع إليه.
اقرأ أيضًا: الصدقة والإحسان إلى الفقراء والمحتاجين في رمضان
اعتكاف العشر الأواخر من رمضان
وفيما يتعلق بحكم الاعتكاف في غير شهر رمضان، أشار علي جمعة إلى أنّ السنة هي اعتكاف العشر الأواخر من رمضان، تأسيًا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأقل مدة للاعتكاف هي أقل ما يُطلَق عليه اسم الاعتكاف عرفًا يجوز للمصلِّي أن ينوي الاعتكاف عند دخوله المسجد ليحصل له ثوابه، ويمكن للمسلم أن يعتكف شهرًا كاملاً إذا أراد، شريطة عدم إضاعة واجباته الدينية أو الدنيوية وأكد أن الاعتكاف مستحب شرعًا، ويلزم بالنذر قولًا واحدًا، ولا يلزم بالشروع فيه إلا عند المالكية، ويجوز أداءه في أي مسجد، وأقل مدة للاعتكاف هي أقل ما يُطلَق عليه اسم الاعتكاف لغةً وليس لأكثر أيام الاعتكاف حد محدد، فيجوز للمرء أن يعتكف شهرًا أو أكثر، شريطة عدم إضاعة من يعوله أو واجباته الدينية أو الدنيوية، والله سبحانه وتعالى أعلم.
تفاصيل الفتوى
وفي تفاصيل الفتوى، أشار علي جمعة إلى ما قاله الحنفية، مؤكدين أن الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان هو سنة مؤكدة، ومستحب في غير ذلك استنادًا إلى التفريق بين معنى السنة والمستحب لديهم.
وأوضح أن مكان الاعتكاف هو المسجد، بناءً على قوله تعالى: “وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ” [البقرة: 187]، ولأن النبي صلى الله عليه وآله سلم لم يعتكف إلا في المسجد، واتفقوا على أن المساجد الثلاثة أفضل من غيرها، وهي المسجد الحرام، ثم المسجد النبوي، ثم المسجد الأقصى.
ومن ثم اختلفوا في المسجد الذي يجوز فيه الاعتكاف، حيث ذهب المالكية والشافعية إلى جواز الاعتكاف في أي مسجد من المساجد، بناءً على قوله تعالى: “وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ” [البقرة: 187]، فيما اشترط الإمام أبو حنيفة والإمام أحمد أن يكون المسجد جامعًا عامًا تقام فيه الصلوات الخمس وصلاة الجماعة.
اقرأ أيضًا: ماذا يقرأ في صلاة قيام الليل في رمضان
دار الإفتاء المصرية
وفيما يتعلق بحكم الاعتكاف في غير رمضان، أوضح المفتي السابق أن السنة هي اعتكاف العشر الأواخر من رمضان، تأسيًا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأقل مدة للاعتكاف هي أقل ما يُطلق عليه اسم الاعتكاف عرفًا، وهو الاعتكاف بأي وقت يقضيه المصلي في المسجد ليحصل له ثواب الاعتكاف
ويفهم من الفتوى أيضًا جواز الاعتكاف في غير رمضان، حيث لا حدود لأكثر مدة الاعتكاف، بل يجوز للشخص أن يعتكف لفترة طويلة، ويحدد بداية الاعتكاف ونهايته المعتكف نفسه، وإذا نوى الاعتكاف لفترة محددة فإنه يستحب له الوفاء بها، ولكنه يجوز له الخروج قبل اكتمالها، ولا يلزم بالشروع في التطوع، فإذا أعلن النية ولم يحدد مدة معينة، فإن اعتكافه يستمر طالما بقي في المسجد.
في الختام، يظهر الاعتكاف في شهر رمضان كفرصة ذهبية لتعزيز الروحانية والقرب من الله عز وجل إنه فرصة للتأمل والتفكر في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وللتخلص من الذنوب والخطايا يشجع الاعتكاف على التواصل العميق مع الله من خلال الصلاة والذكر والدعاء، ويمثل فرصة للتحول الروحي والتطهير النفسي.