صحة حديث من بلغ عبادي بشهر رمضان

صحة حديث من بلغ عبادي بشهر رمضان

الحديث الذي يقول “من أدرك رمضان فلم يغفر له فدخل النار فأبعده الله عنه سبعين خريفاً” هو حديث ضعيف ولا يصح في الأصول الشرعية ولا ينبغي الاعتماد عليه يجب أن نحرص دائمًا على التحقق من صحة الأحاديث والمعلومات قبل نقلها أو الاعتماد عليها، ونلتزم بما يأتي من مصادر موثوقة ومعتمدة في الإسلام.

صحة حديث من بلغ عبادي بشهر رمضان

الحديث الشريف يقول “من بلغه شهر رمضان ولم يغفر له فليدخل النار وأبواب الجنة مغلقة ولم يغلق أبواب النار مفتوحة ولم يناد مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة:

  • الحديث المذكور غير موجود في كتب السنة المعتبرة ولا في الكتب المصنفة للأحاديث الضعيفة والموضوعة ويعتبر مكذوبًا، يشير السيوطي في “تدريب الراوي” وابن الجوزي إلى أهمية الحذر من الأحاديث الموضوعة التي تتعارض مع المعقول والمنقول وتكون خارجة عن دواوين الإسلام المعتمدة بالطبع المسلم ينبغي أن يكون حذرًا في نشر الأحاديث ويجب عليه التأكد من صحة الحديث وصحته للنبي صلى الله عليه وسلم قبل نشره. فإذا فشل في ذلك فقد ينشر حديثًا مكذوبًا مما يجعله معرضًا للوعيد المذكور في الحديث.
  • بعيدًا عن صحة حديث “من بلغ الناس بشهر رمضان حُرمت عليه النار”، دار الإفتاء المصرية أكدت أن التهنئة بحلول شهر رمضان من الأمور الخيرة والمستحبة لأنها تأتي في أيام الخير والبركة، مشيرة إلى قوله تعالى “قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ” [يونس: 58] وبخلاف صحة حديث “من بلغ الناس بشهر رمضان حُرمت عليه النار”، أشارت الإفتاء أيضًا إلى حديث محمد بن مسلمة الأنصاري رضي الله عنه، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم “إِنَّ لِرَبِّكُمْ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ فَتَعَرَّضُوا لَهَا، لَعَلَّهُ أَنْ يُصِيبَكُمْ نَفْحَةٌ مِنْهَا فَلَا تَشْقَوْنَ بَعْدَهَا أَبَدًا” وهو من رواية الطبراني في المعجم الأوسط والمعجم الكبير.

اقرأ أيضًا: رابط تحديث بيس 2023 موبايل

اقرأ أيضًا: صحة حديث واضربوهم عليها لعشر

جزاء من يبلغ الأحاديث دون التأكد من صحتها 

الحديث الذي ذكرته “من بلّغ عبادي بشهر رمضان حُرمه على النار” هو حديث ضعيف لا يصح في سنده يعني أنه لا يمكن تأكيد صحته كحديث نبوي معتبر. وعلى الرغم من انتشاره في فترة اقتراب شهر رمضان يجب أن يكون المسلم حذرًا ويتأكد من صحة المعلومات قبل نشرها أو تداولها:

  •  حديث “من بلغ الناس بشهر رمضان حرمه على النار” هو حديث لا صحة له على الإطلاق ولم يُرد في أي كتاب من كتب الأحاديث النبوية الشريفة التي جمعها وصنفها علماء المسلمين عبر العصور كما أنه لم يُذكر في الأحاديث الضعيفة أو الموضوعة إنه حديث مكذوب بلا أساس من الصحة وقد أشار الإمام السيوطي في كتابه “تدريب الراوي” إلى أهمية الحذر من الأحاديث الموضوعة التي تتعارض مع المعقول والمنقول.
  • الأحاديث التي ذكرتها هي من الأحاديث المشهورة التي يتم نشرها وتداولها بشكل كبير في فترة اقتراب شهر رمضان المبارك. وعلى الرغم من شهرتها يجب التأكد من صحتها وصحة سندها قبل قبولها ونشرها إذا كانت هذه الأحاديث معتبرة وموافقة للمعايير الشرعية في سندها وروايتها فهي تحمل قيمة دينية كبيرة وتشجع على العبادة والتقوى ولكن إذا كانت من الأحاديث الموضوعة أو الضعيفة فيجب توخي الحذر وعدم الانتشار بها لئلا ينتشر الخطأ والتضليل.
  •  نشر الأحاديث المكذوبة على لسان النبي محمد صلى الله عليه وسلم لا يجوز في الإسلام، ويجب على المسلمين أن يوضحوا بطلان هذه الأحاديث ويكذبها ونبهوا الناس إلى أنها ليست من السنة النبوية الشريفة.
  • يستند أهل العلم إلى حديث صحيح يتوعد فيه النبي صلى الله عليه وسلم من يروج الأحاديث المكذوبة عنه بالنار
  •  فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم “إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ نَاهَ عَلَيْهِ يُعَذَّبُ بِمَا نَاهُ عَلَيْهِ”.

هكذا لقد وضحنا في  المقال السابق ماهو صحة حديث رمضان المتداول وصحة بعد الأحاديث الآخري عن شهر رمضان وجزاء كل من ينشر حديث ضعيف علي لسان النبي أو ليس له ذكر