متى يكون الاضطباع في الطواف، معلومٌ أنَّ الله عزَّ وجلَّ شرعَ للمؤمنين الكثير من العباداتِ لسببٍ ما، ومن هذه العباداتُ، عبادةُ الاضطباعِ، التي تعني في مفادها هو أن يجعل رداء الحاج الّذي يرتديه في الأيمن فيلقيه على عاتقه الأيسر وتكون كتفه اليمنى مكشوفةً، وسوف نتعرف بالتفصيل من خلال موقع البلد نيوز عن عبادة الاضباع الإسلام.
تعريف الاضطباع
إنَّ عبادة الاضطباعِ مشتقٌ معناها من الضبعِ، وهو العضدِ، أمَّا بالاصطلاحِ الشرعي بالإسلام فهو عبارة عن إدخال الحاج رداءه تحت إبطهِ بحيث يقوم بكشف منكبه الأيمن، ويردَّ طرف الرداء على منطقة يساره بحيث يستر منكبه الأيسر، وقد عرف الاضطباعُ بهذا الاسمِ نسبة إلى كشفِ المسلم لأحدِ الضبعينِ، والمقصود العضدينِ وتغطيةَ الجزء الآخر.
متى يكون الاضطباع في الطواف
عبادة الاضطباعُ تسن للصبي ولرجلِ في مناسك طوافِ العمرةِ وطواف القدومِ في مناسك الحجِّ، ودلالة ذلك ما تم روايته عن على بن أمية -رضي الله عنه- حيث قال: (رأيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يطوفُ بالبيتِ مضطبِعا)، وينبغي التنويه إلى أنَّ الاضطباعِ لا يسنُّ في وقت ركعتي الطوافِ ولا في السعي؛ إذ أنَّ صورةُ الاضطباعِ غير محببة في الصلاةِ، ودلالة ذلك قول نبي الله -صلى الله عليه وسلم-: (لَا يُصَلِّي أحَدُكُمْ في الثَّوْبِ الوَاحِدِ ليسَ علَى عَاتِقَيْهِ شيءٌ).
الحكمة من مشروعية الاضطباع
يعود أسباب مشروعيةِ الاضطباعِ إلى حديث المشركونَ قبل دخولِ نبي الله -صلى الله عليه وسلم- ورفقائه مكةَ المكرمة حتى تتم مناسك العمرةِ في السنةِ السابعة للهجرة، أنَّه سوف يقدمُ عليهم قومٌ وهنتهم الحمَّى ولقوا منها الشدةَ، فأمرَ الرسول أصحابه وقتها أصحابه بالرملِ والاضطباعِ حتى يرى المشركونَ قوةَ أجساد المسلمينَ، وسلامة أبدانهم.
وقد رواية هذه القصة الصحابيِّ الجليل عبدالله بن عباس -رضي الله عنه- قائلا: (قَدِمَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأَصْحَابُهُ، فَقالَ المُشْرِكُونَ: إنَّه يَقْدَمُ علَيْكُم وقدْ وهَنَهُمْ حُمَّى يَثْرِبَ، فأمَرَهُمُ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أَنْ يَرْمُلُوا الأشْوَاطَ الثَّلَاثَةَ، وأَنْ يَمْشُوا ما بيْنَ الرُّكْنَيْنِ، ولَمْ يَمْنَعْهُ أَنْ يَأْمُرَهُمْ أَنْ يَرْمُلُوا الأشْوَاطَ كُلَّهَا إلَّا الإبْقَاءُ عليهم).
أمَّا الحكمةُ من بقاء مشروعيةِ سنة عبادة الاضباعِ رغمَ زوالِ علته، فيعود إلى عدةِ أسباب مهمة، حيث اننا سوف نذكرها كالتالي:
- أنَّ فيهِ اقتداءٌ بنبي الله -صلى الله عليه وسلم- وقد أوضح هذه الحكمة الصحابي عبدالله بن عمر -رضي الله عنه- قائلا: (شيءٌ صَنَعَهُ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فلا نُحِبُّ أَنْ نَتْرُكَهُ).
- أنَّ العبادة الاضباعِ قد تُشرعُ لسببٍ معين في الإسلام، ثمَّ يزولُ سببها، ثمَّ تبقى مشروعة من عبادته، رغم زوالِ السببِ، فتبقى عبادةٌ للهِ -عزَّ وجلَّ- وقربة.
- أنَّ في بقاء مشروعيتها تكون لذكر لنعمِ الله -عزَّ وجلَّ- على كافة المؤمنين، كما فيهِ تعظيمًا وتقديرا للأولينَ لما كانوا عليه من تحملٍ للمشاقِّ والمتاعب، ولما كانوا عليه من الطاعةِ والانقياد في كافة العبادات.
وفي ختام مقالنا هذا الذي بعنوان متى يكون الاضطباع في الطواف، الذي ذكرنا أبرز المعلومات المهمة والخاصة وكل ما يتعلق عن عبادة الاضباع في الإسلام بالنسبة للمحرم، والحكمة من مشروعيته، وختاما نتمنى من الله ان ينال اعجابكم.