صحة حديث من صام رمضان واتبعه بست من شوال

صحة حديث من صام رمضان واتبعه بست من شوال
صحة حديث من صام رمضان واتبعه بست من شوال

يتباين رأي العلماء بشأن صحة حديث من صام رمضان واتبعه بست من شوال، هذا السؤال يشغل تفكير العديد من الناس في الوقت الحالي، إذ يسعى بعضهم جاهدين للالتزام بصيام هذه الأيام ونيل الثواب المرتبط بها، في المقابل يتردد البعض الآخر بسبب الكسل وفتور الهمة بعد انتهاء شهر رمضان مما يستدعي الحاجة إلى تأكيد ما إذا كان صيام ستة أيام من شوال عبادة مؤكدة أم ليس كذلك وفي حال كانت مؤكدة فما هي المزايا التي يحظى بها المسلم من صيام هذه الأيام الستة؟

صحة حديث من صام رمضان واتبعه بست من شوال

يود عدد غير قليل من المسلمين التأكد مما إذا كان صوم ستة أيام من شوال يعد سنة موصى بها قام بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم أم أن ذلك ليس الحال، تبدأ هذه الأيام بصيام ستة من شوال منذ بزوغ فجر اليوم الثاني لعيد الفطر السعيد وينبغي أن تستمر الفرصة لصيام هذه الأيام حتى نهاية شهر شوال وحتى يظهر هلال شهر ذو القعدة لعام 144٥ وعند هذه النقطة ينتهي الوقت المميز للإفادة من فضل صيام ستة أيام شوال.

صوم ستة أيام من شهر شوال يعد سنة مؤكدة، حيث ورد في صحيح مسلم أنه عن أبي أيوب الأنصاري – رضي الله عنه – نقل عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قوله: الشخص الذي يصوم شهر رمضان ثم يصوم ستة أيام من شوال، يحتسب له كما لو صام العام كله، لم ترد في سنته العملية توجيهات محددة حول آلية صوم هذه الأيام من شوال، سواء بالتتابع أو التفريق. كما أنه ليس بالضرورة أن تكون السنة مدعومة بالقول والفعل معاً لثبوتها، إذ من السنن ما قام به النبي – صلى الله عليه وسلم – ولم يُلحقه بحث باستخدام القول كالاعتكاف مثلًا الذي ليس له حديث صحيح يبين فضله، ولكنه مع ذلك سنة مؤكدة بناء على فعل النبي.

أفادت دار الإفتاء المصرية بأن أداء صيام ستة أيام من شوال يعد سنّة مُستحبة ويُستفاد منها ثواب من قام بصيامها بمثابة صوم العام كاملًا إذا تم إقرانها بصيام شهر رمضان ولذلك من يصوم تلك الأيام ينال الثواب دون وزر على من يتركها. 

وهناك عمل السنة الذي يتبين من الأقوال دون الأفعال، فقد يتخلى عنه النبي صلى الله عليه وسلم لسبب ما أو ليبين للناس أن الترك جائز كما في صلاة الضحى وهذا يبرز أن صيام هذه الأيام ليس بواجب ولكن الاستمرار في صيامها يُعد فضلا كبيرًا في الإكثار من العبادة بعد انقضاء شهر رمضان ويضمن تكميل ما قد يكون نقص في الفرائض.

صحة حديث من صام رمضان واتبعه بست من شوال
صحة حديث من صام رمضان واتبعه بست من شوال

 

اقرأ أيضًا: سبب صيام عاشوراء 2023

ript>

مدى صحة حديث صيام ست من شوال

تناول الحديث قوله (من صام رمضان ثم تبعه بصيام ستة أيام من شوال، فذلك كمن صام العام كله) وهو مروي عن طريق مسلم في مجموعة أحاديثه الصحيحة، نقلاً عن سعد بن سعيد بن قيس. وقد أوصى معظم العلماء بصيام هذه الأيام الستة من شوال، الغياب الكامل للمعلومات حول صيام النبي -عليه الصلاة والسلام- لهذه الأيام لا يستدل منه قطعاً أنه لم يقم بهذا الصيام، بل يمكن الافتراض أنه صامها من دون أن يتم توثيق ذلك بشكل يؤدي إلى اعتباره فرضاً.

أورد نصاً معبراً آخر حيث أفاد الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام بقوله: “من يؤدي صوم ستة أيام بعد إفطار رمضان يحسب له جزاء سنة كاملة: (الحسنة بعشر أمثالها)” وينقل عن حديث آخر قوله: “بأن الله يضاعف الحسنات بعشرة أضعاف، فيكون صيام شهر كأنه صيام عشرة أشهر، وإكمال الصوم بستة أيام يجعله كصوم السنة” حسب ما ورد في مصادر النسائي وابن ماجة، وتم التصديق على هذا الحديث في صحيح الترغيب والترهيب 1/421 وقد نقله ابن خزيمة بنص: “إن صيام شهر رمضان يحتسب بعشرة أمثال، وصوم ستة أيام كاثنين من الشهور، وهذا يعادل صيام العام بأكمله”.

لذا، يعتبر صيام الأيام الستة من شهر شوال سنة مؤكدة لكنها ليست إلزامية، وعلى المسلم أن يؤديها على النحو الذي يسهل عليه سواء اختار الصوم في بداية الشهر أو منتصفه أو نهايته، ويمكنه أن يصومها متتالية أو أن يتفرقها بحسب رغبته فالنبي عليه الصلاة والسلام قد أجاز صيامها دون أن يشير إلى ضرورة التتابع أو التفريق بينها، وبفضيلة صيام الأيام الست من شوال، فقد أوجد النبي عليه السلام فرصة للمسلمين لصيام التطوع على مدار السنة في أوقات مثل يوم عرفة لغير الحجاج، ويوم عاشوراء والأيام البيض التي تشمل ثلاثة أيام من كل شهر وأيضًا يومي الإثنين والخميس وأول عشر أيام من ذي الحجة، بالإضافة إلى أوقات أخرى مستحبة للصيام.

اقرأ أيضًا: هل يجوز صيام عاشوراء يوم الجمعة فقط ابن باز

اختلاف العلماء في صيام ست من شوال

مع أن الروايات النبوية التي وصلتنا عن الرسول عليه الصلاة والسلام والتي تدعم صوم ستة أيام من شوال موثقة، إلا أن الآراء تتباين بين الفقهاء في المذاهب الأربعة الكبرى حول هذه الممارسة، فمنهم من يرى كالشافعية والحنابلة وبعض المالكية أن في صوم هذه الأيام مشروعية، مستدلين بما ورد من حديث عن ثوبان، خادم النبي أنه – صلى الله عليه وسلم – قال: “إن صيام شهر رمضان يُعادل عشرة أشهر، وصيام ستة أيام بعده يوازي شهرين، فيكون ذلك كصيام العام كاملاً”.

بينما يرى بعض علماء المدرسة الحنفية والمالكية أن صيام ستة أيام من شوال يعتبر من الممارسات المكروهة، لأنها قد تُفهم كإضافة واجبة على الصوم وذلك أيضًا لأن اقترانها بشهر رمضان قد يُوهم الناس بأنها جزء منه، مما يؤدي إلى معاملتها كفريضة وليس كسنة مستحبة أو مؤكدة وفقاً لهذا الاعتقاد.

وإلى هنا نكون قد انتهينا من مقال اليوم الذي كان عن صحة حديث من صام رمضان واتبعه بست من شوال بعد أن قمنا بسرد كافة ما يتعلق بهذا بالتفصيل مثل مدة صحة صيام تلك الأيام بالإضافة إلى اختلاف رأي العلماء في ذلك.